الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة
الشيخ مصطفى العدوي
· باب الحث على الذكر
· باب الذكر على كل حال
· باب فضل الذكر
· باب ما يقال عند الاستيقاظ
· باب ما يقوله من تعار من الليل
· باب ما يقوله من قام ليتهجد
· باب ما يقال عند سماع صياح الديكة وما يقال عند سماع نهيق الحمار
· باب ما يقال عند سماع نباح الكلاب
· النهى عن سب الديك
الصحيح المسند من أذكار اليوم و الليلة
الشيخ مصطفى العدوي
الصحيح المسند من أذكار اليوم و الليلة
· باب الحث على الذكر
· باب الذكر على كل حال
· باب فضل الذكر
· باب ما يقال عند الاستيقاظ
· باب ما يقوله من تعار من الليل
· باب ما يقوله من قام ليتهجد
· باب ما يقال عند سماع صياح الديكة وما يقال عند سماع نهيق الحمار
· باب ما يقال عند سماع نباح الكلاب
· النهى عن سب الديك
باب الحث على الذكر
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً}[الأحزاب: 41-42].
وقال سبحانه: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}[البقرة:152].
وقال جل شأنه: {واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}[الأعراف: 205].
وقال جل ذِكْرُهُ: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}[ العنكبوت: 45].
وقال -سبحانه وتعالى- لنبيه زكريا(1) -عليه السلام- بعد أن طلب من الله أن يجعل له آية قال تعالى: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزًا واذكر ربك كثيرًا وسبح بالعشي والإبكار}[ آل عمران: 41].
وقد سأل موسى -عليه السلام- ربه أن يجعل له وزيرًا من أهله لِيُعان على الذكر والتسبيح.
قال تعالى حكاية عن موسى: {واجعل لي وزيرًا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا إنك كنت بنا بصيرًا}[ طه: 28 – 35].
وقال سبحانه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا}[ الأحزاب: 21].
قال تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة أجرًا عظيمًا}[ الأحزاب 35].
وقال -سبحانه وتعالى-: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب}[ الرعد: 28 – 29] (2).
______________________________
(1) قال تعالى: { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 85-90].
(2) قال ابن القيم –رحمه الله- (التفسير القيم ص323) عند هذه الآية: الطمأنينة سكون القلب إلى الشيء وعدم اضطرابه وقلقه ومنه الأثر المعروف (الصدق طمأنينة والكذب ريبة) أي: الصدق يطمئن إليه قلب السامع ويجد عنده سكونًا إليه, والكذب يوجب اضطرابًا وارتيابًا ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((البر ما اطمأن إليه القلب)) أي: سكن إليه وزال اضطرابه وقلقه, وفي ذكر الله ههنا قولان: أحدهما: أنه ذكر العبد ربه فإنه يطمئن إليه قلبه ويسكن فإذا اضطرب القلب وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله ثم اختلف أصحاب هذا القول فيه, فمنهم من قال : هذا في الحلف واليمين , إذا حلف المؤمن على شيء سكنت قلوب المؤمنين إليه واطمأنت.ويروى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما . ومنهم من قال: بل هو ذكر العبد ربه بينه وبينه, يسكن إليه قلبه ويطمئن.
والقول الثاني: إن ذكر الله ههنا القرآن , وهو ذكره الذي أنزله على رسوله به طمأنينة قلوب المؤمنين , فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين, ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن, فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه واضطرابه وقلقه من شكه, والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والأوهام, فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به , وهذا القول هو المختار . وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين) [الزخرف : 36], والصحيح أن ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه من أعرض عنه قيض الله له شيطانًا يضله ويصده عن السبيل , وهو يحسب أنه على هدى.
وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه : 124], والصحيح أنه ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه, ولهذا يقول المعرض عنه: (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال كذلك أتتنا آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه: 125 –126].
وأما تأويل من تأوله على الحلف ففي غاية البعد عن المقصود ؛ فإن ذكر الله بالحلف يجري على لسان الصادق والكاذب والبر والفاجر, والمؤمنون تطمئن قلوبهم إلى الصادق وإن لم يحلف, ولا تطمئن قلوبهم إلى من يرتابون منه ولو حلف . وجعل الله الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم وجعل الغبطة والمدحة والبشارة بدخول الجنة لأهل الطمأنينة (فطوبى لهم وحسن مآب).
وعزاه إلى مدارج السالكين أيضًا جـ 2 صـ 283 (أي: المعلق).
باب الذكر على كل حال
قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب* الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}[آل عمران: 190 – 191].
وقال سبحانه : {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}[ النساء: 103].
(1) قال الإمام مسلم جـ4 ص 68 نووي:
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى قالا: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) حسن(3).
ورواه البخاري معلقًا جـ1 ص 407, جـ2 ص114 فتح, وأبو داود جـ1 ص 24, وابن ماجة رقم 302, والترمذي جـ9 ص 325 وقال: حسن غريب, وأبو عوانة جـ1 ص 217.
______________________________
(3) على رأي من يقبل عنعنات الصحيحين وهما ابن الصلاح والنووي
باب فضل الذكر
(2) قال الإمام مسلم جـ 17 ص4:
حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد -يعنى ابن زريع- حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: ((سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون)), قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات)).
حسن
وأخرجه الترمذي تحفة جـ 10 ص 55 وقال: حسن صحيح.
(3) قال ابن ماجة 3790:
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الذهب والوَرِق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟)), قالوا: وما ذاك يا رسول الله قال؟ ((ذكر الله)) .
حسن
وأخرجه الترمذي(4) جـ9 ص 317 تحفة.
(4) قال ابن ماجة 3793:
حدثنا أبو بكر ثنا زيد بن الحباب أخبرني معاوية بن صالح أخبرني عمرو بن قيس الكندي عن عبد الله بن بسر أن أعرابيًّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأنبئني منها بشيء أتشبث به قال: ((لا يزال لسانك رطب من ذكر الله عز وجل)).
حسن
أخرجه الترمذي جـ9 ص314 تحفة، وقال: حسن غريب.
فضل الذكر خاليًا
(5) قال الإمام مسلم جـ 7 ص 120:
حدثني زهير بن حرب, ومحمد بن المثنى جميعًا, عن يحيى القطان, قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله, أخبرني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله, يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل, وشاب نشأ بعبادة الله, ورجل قلبه معلق في المساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله(5)، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)).
صحيح