عثمان بن عفان ذو النورين
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويا لقرشي أبو عبد الله وأبو عمرو أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل كان غنيا شريفا في الجاهلية وكان رضي اللَّه عنه أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشروكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته أسلم في أول الإسلام على يد أبى بكرقبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم وكانت سنِّه قدتجاوزت الثلاثين و كان من كبار رجال الإسلام الذين اعتز بهم عند ظهوره هو أحد العشرة المبشرين بالجنة حيث بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وببيت في الجنة سمي ذو النورين لأنه تزوج ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رقية ثم لما ماتت زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره وكان حييا تستحي منه الملائكة كان عثمان جميلأ حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية أسمر اللون كثير الشعرتولى الخلافة بعد اغتيال عمر بن الخطاب فهو ثالث الخلفاء الراشدين هاجر هجرتي الحبشة ثم هاجر إلى المدينة وكان ثريا كثير النفقات ومن أعظم أعماله تجهيزه جيش العسرة في السنة التاسعة للهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد غزا فيه تبوك واشترى بئر رومة التي في المدينة بماله وجعلها لابن السبيل تولى الخلافة بعد مقتل عمرسنة أربع وعشرين للهجرة فكان عهد عثمان عهد فتوحات ففي عهده فتحت أرمينية وأذربيجان وإفريقية وبدأ غزو الروم برا وبحراوفتحت جزيرة قبرص وفي سنة 27هـ أرسل حملة بحريةلغزو سواحل الأندلس وهو أول من فكر في فتح القسطنطينيةواقتحام أوربا عن طريق إسبانيا للوصول إليهاوكان أمره بغزو سواحل إسبانيا لهذه الغاية يرجع إليه الفضل في إزالة الخلاف في قراءة القرآن بجمعه صحفه التي كانت محفوظة عند حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم ونسخها في مصحف واحد بمعرفة زيد بن ثابت وآخرين من الصحابة الحافظين للقرآن وأمر بإحراق ما سواه كان عثمان أعلم الصحابة بالمناسك وكان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة كان كريما ويمتلك فراسة صادقة و كان أول من رزق المؤذنين وأول من ارتج عليه في الخطبة وأول من قدَّم الخطبة في العيد على الصلاة وأول من فوَّض إلى الناس إخراج زكاتهم وأول من ولي الخلافة في حياة أمه وأول من اتخذ صاحب شرطة وأول من هاجر بأهله من هذه الأمة وأول من جمع الناس على حرف واحد في القراءة وأول من زاد النداء الثالث يوم الجمعة على الزوراء وأول من نخل له الدقيق وأول من أقطع القطائع وأول من حمى الحمى لنعم الصدقة كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئًاوزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًاثم غيَّره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب حجَّ عثمان بالناس سنوات خلافته كلها إلا آخر حجة وحجَّ بأزواج النبي صلى اللَّه عليه وسلم كما كان يصنع عمرقتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 من الهجرة يونيه سنة 656 م بعدالعصروهو يقرأ القرآن وكان يومئذٍ صائمًا وكان عمره 82 عاما وعرف هذا اليوم الأسود بيوم الداروكان مقتله رضي الله عنه وأرضاه فاجعة عظيمة روعت المؤمنين وفتحت عليهم أبواب الفتنة زمنا طويلا دفن في حش كوكب وقد كان اشتراه ووسع به البقيع ليلة السبت بين المغرب والعشاء فصلَّى عليه جبير بن مطعم